غير الأخطاء اللغوية في كتابة المحتوى الموجودة في اللافتة الآتية، فإن ذلك يوضِّح عيبًا خطيرًا أصبح شائعًا لدى عديدين من صنّاع المحتوى اليوم، وهو الاستسهال و”عدم الاعتناء بالنص”!
تأمَّل بنفسك لتفهم ما نقصده:
ما ينبغي أن نراعيه في كتابة المحتوى
الأمر يبدو كما لو أن مَن يضطلع بمهمة كتابة المحتوى، أصبح الآن يريد أن يلقي ما لديه على الورق بأي صورة كانت، كأنه عبء ثقيل يسعى إلى التخلص منه، لا عملية إبداعية تستحق أن يراجع نصَّه أكثر من مرة، ويجري عليه ما يتطلبه من تعديلات:
- لينقّيه من التناقض.
- يُدققه لغويًا ويخلّصه من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية والأسلوبية.
- يركز في الرسائل التي يبعث بها للقراء ويتأكد من أن صياغته حققتها.
- يقيس وقع الكلمات على من يسمعها.
في حين أن كتابة المحتوى ليست مجرد رصٍّ للحروف والكلمات إلى جوار بعضها، لكنها “صناعة” حقيقية تتطلّب الخبرة والمهارة والإلمام بفنياتها وبكل ما يحيط بها ويؤثر فيها من عوامل.
دور علم النفس وعلم الاجتماع في كتابة المحتوى
بل دعني أضيف أمها تحتاج أيضًا إلى دراسة علم النفس وعلم الاجتماع، للإلمام بظروف المجتمع الذي تتحرك فيه الرسالة، والجمهور المستهدف ومخاوفه وطموحاته وما يبحث عنه في ما تقدمه له.
لكن المستوى المتدني الذي نراه اليوم لا يشير إلا إلى أن كتابة المحتوى أصبحت مهنة من لا مهنة له، بل ولدينا الجيل الجديد الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابته ثم ينشره مباشرة دون أن يُعمل فيه عقله، ويضفي عليه السَمت البشري الذي يجعل له قيمة مضافة.
أعتقد أن الأمر في حاجة إلى إعادة النظر إلى صناعة كتابة المحتوى ووضع أسس وأطر عامة للتحرك من خلالها، وتأهيل ممتهنيها بالقدر الذي يسمح لهم بالإبداع فيها وإضافة بصمتهم الخاصة على أي نص يعملون عليه.
اقرأ أيضًا:
دمج الثقافة مع تعليم اللغة العربية: دليلك لاستراتيجية ممتعة وفعالة!
التأويل المجحف في (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)
نصائح من أجل صناعة فيلم وثائقي بالموبايل