“اللبؤة” بين السياق الثقافي والمعنى اللغوي
في المغرب تعني ملكة الغابة وفي مصر تعني المرأة سيئة السمعة!
منذ يومين نشر موقع فرانس 24 خبرًا يقول (كأس أمم أفريقيا للسيدات: “لبؤات الأطلس” في مهمة تخطي نيجيريا وبلوغ الدور النهائي). اللبؤة
و(لبؤات الأطلس) هنا هنَّ لاعبات المغرب لكرة القدم، ففريق الرجال لقبه (أسود الأطلس).
وفي الوقت الذي تعني فيه كلمة اللبؤة معنى قبيحًا في العامية المصرية، ويستخدم وصفًا للمرأة متعددة العلاقات بالرجال، ففي أغلب الدول العربية تشير الكلمة إلى المرأة القوية المسيطرة ذات الشأن، إذ إن اللبؤة في عالم الحيوان هي زوجة الأسد، أي ملكة الغابة، لكن الأمر مرده إلى الفروق الثقافية بين الشعوب.
اللبؤة في القواميس العربية
وفي القواميس العربية اللبؤة -ويمكن قراءتها لَبْوَة بالتخفيف- أنثى الأسد، وجمعها لَبُؤ ولبُؤات ولَبْوَات، أما الخليل بن أحمد الفراهيدي فيقول في وصفها: “اللبؤة من النساء الجريئة الجسور على الرجال في كلامها وسلاطتها”.
وعند المصري القديم نلتقي بالمعبودة “سخمت”، التي عبدوها في مصر العُليا، وتميز شكلها برأس لبؤة وجسد امرأة، وفي السرديات الفرعونية فإنها تمثل ربة الطبيعة وإلهة البطش، وهي ابنة المعبود “رع” وعينه المسلطة على أعدائه وخصومه، والتي يمكنها أن تبطش بمن تريد منه إثر إشارة من والدها.
السر في سُوء سُمعة اللبؤة
وبالبحث تبين أن سر سوء سمعة الكلمة لدى المصريين ما أُثِر عن سلوك اللبؤة التي تخضع للأسد الأقوى الذي يهزك زوجها ويقتل أبناءها، وتعاشره بمجرد انتصاره، مع أن هذه غريزة البقاء التي ركبت فيها دون ذنب منها.
الشاهد في الحديث أنه يجب عمل كشف هيئة للكلمة قبل استخدامها، ومعرفة سمعتها في البيئة التي نستخدمها فيها، وليس مجرد تحري صحتها اللغوية فقط وورودها في القاموس، فالسياق الثقافي له أهمية كبرى في إزالة اللبس وإضفاء الشرعية على الكتابة.
اقرأ أيضًا:
الدليل العملي لكتابة موضوعات التعبير (متاح للتحميل)
قصة المثل العربي الشهير سبق السيف العذل (فيديو)
19 مهارة أساسية لتصبح كاتب محتوى