منذ أيام بينما أتصفح فيس بوك بلا هدى وردني إشعار بشخص جديد قرر متابعة منشوراتي، فتحت الإشعار لأجد أنه الأستاذ: عمر طاهر.. أبو رقية بنفسه!
أطلقتُ صيحة فرح وناديت أختي وأمي وكتبت لصديقاتي لأخبرهن:
عمر طاهر يتابعني الآن يا قوم!
بدأت القراءة للأستاذ منذ ألبومه الاجتماعي الساخر “شكلها باظت”. أقرأ فتدخل الحروف من عيني لقلبي ثم تصعد لعقلي، وأعتقد أن هذا ما يفعله عمر طاهر على وجه الدقة.. هو يكتب لقلبك.. يكتب لقلبك أولًا فيرق وتفيض مشاعرك، فتشعر بالحنين ويتفتح عقلك ليعي ما يريد أن يقوله لك.
أصف نفسي بأنني مسلمة متدينة تحب النبي وآل بيته، لذلك عندما قرأت أثر النبي أول مرة كنت أقرأ وأبكي، لم يكن هذا كتابًا في السيرة النبوية بل كان كتابًا في حب بيت النبي.. كتاب كُتِب للحب بيد محب عاشق!
ظل هذا الكتاب في حقيبتي لما يزيد على عام.. أنقل حاجاتي من حقيبة لحقيبة والكتاب لا يضل طريقه بين الحقيبتين.. لا أقرأ موضوعًا معينًا أو أحب قصة أكثر من قصة، بل أفتحه من المنتصف وأقرأ كيفما اتفق.
كانت الكلمات التي كتبها الأستاذ عن النبي تؤنسني.. تمامًا كما كان صوت أمي الدافئ يفعل وهي تحكي لي عن النبي وآل بيته في طفولتي.
وكما يكتب الأستاذ بحب، فإنه يعدّ برامجه ويقدمها أيضًا بحب: “صنايعية مصر” و”وصفوا لي الصبر” نموذجان لما يمكن أن يقدّمه الحب!
ربما لن أتحدث عن عظمة صنايعية مصر؛ فالكل يعرف مدى المجهود البحثي الذي قدمه الأستاذ ليخرج بالكتاب والحلقات، ولكني سأتوقف قليلًا عند “وصفوا لي الصبر” هذا برنامج لم يُعدّ ويكتب بحب فقط وإنما أعد بشيء يشبه الوله.. العشق الصوفي المنزه عن الغرض للكتابة وأهلها.. هل يمكن أن ينسى أحد حلقة مجدي نجيب؟ هل يستطيع أحد أن يتجاوز عن كل هذا العشق الذي كان يطل من كل كلمة وكل لقطة في الحلقة؟ وحلقة أحمد خالد توفيق؟! التوثيق الأخير لوجوده بيننا.. لآرائه وكلماته ونظرة عينيه وبحّة صوته.. بكيت عند العرض الأول للحلقة ولم تتوقف دموعي حتى الآن عندما أشاهدها.. كيف كنت سأتأثر بهذا الشكل لو لم تكن قد صنعت بكل هذا الحب؟!
عمر طاهر حالة فريدة من النجاح الذي صنعه الحب.. حبه لما يفعل وحب الناس له ولمنجزه الأدبي والثقافي.. واليوم عندما أكتب له في عيد ميلاده أقول له .. “ما تضيفني يا أبو رقية على الفيس بوك وخلي الحب رايح جاي يا عمنا”.
الكاتبة والروائية هبة عبد العليم
اقرأ أيضًا:
عمر طاهر مؤرخ جيل الثمانينيات!