أحب فعل الكتابة ومن يمارسونه، الكُتّاب بالنسبة لي مثل نجوم الفن لدى المراهقين والمراهقات، لو كان بإمكاني طباعة صورهم على بوسترات ضخمة ولصقها على حيطان غرفتي لفعلت.
عمر طاهر بالتأكيد من بين هؤلاء الذين سأحب أن أعلق صورهم على حائط بيتي.
لكن اليوم لا أريد التحدث عن عمر الكاتب، فعلتها كثيرًا من قبل مع كل كتاب يُنشر أو حتى منشور جديد يكتبه على فيس بوك، أستعيد جملة دكتور أحمد خالد توفيق -رحمه الله- عنه وهو يقول: “عمر طاهر لديه الكثير ليقوله” وأتأكد منها، لكن الذكريات مع عمر طاهر الصديق والأخ هي ما أحب التحدث عنه هذه المرة.
ربما لم أكن ما أنا عليه اليوم لو لم يردّ عمر على رسالتي الساذجة، التي سألته فيها: من أين يمكنني الحصول على نسخة من كتاب “شكلها باظت”، كنت طالبة في كلية الفنون الجميلة أسافر كل يوم من طنطا إلى القاهرة، ولا أعرف سوى الطريق من رمسيس إلى الزمالك بأتوبيس 37 شرطة، ولا أعرف أسماء المكتبات ولا كيف يمكنني ابتياع الكتب الجديدة، ولم يحتج عمر إلى معرفة كل هذه المعلومات؛ فأجابني فورًا بأن نسختي عنده، وأن بإمكاني المرور به في مجلة نصف الدنيا لأخذها.
عندما دخلت من بوابة مبنى جريدة الأهرام، عرفت طريقي، وأدركت أنني أريد أن أعمل في هذا المجال: الصحافة والكتابة، أي شيء يتعلق بهذا العالم الساحر، وكان عمر ينتظرني بنسختي من الكتاب ذي الغلاف الأصفر الجميل لطيفًا متعاونًا كما سيظل دومًا.
يتغيّر الجميع من حولي ويبقى عمر كما هو، الاحترام نفسه و”الجدعنة” والبساطة واللطف، مؤشر الراحة عندي مع الأشخاص يتأثر بعوامل عدة من بينها مثلًا القدرة على تناول الطعام أمامهم، والتحدث بحرية، والضحك، وطرح الأفكار المجنونة، والصمت دون الحاجة إلى حشو “القعدة” بالكلام.
مؤشر راحتي مع عمر طاهر يصل إلى 100% تمامًا مثل أفراد عائلتي وأقرب أحبائي.
يا عمر.. كل سنة وأنت طيب.. كل سنة وأنت قادر على رصد التفاصيل الصغيرة، وتحويل المشاهد العادية التي نمر بها مرور الكرام إلى قصص مؤثرة.. كل سنة وأنت قادر على منحنا نظرة مختلفة للعالم، أن تجعلنا نرى الجمال وسط القبح، وأن نفهم الرسائل الخفيّة وراء كل شيء يحدث حولنا.
اقرأ أيضًا:
عمر طاهر.. الجنون ليس بهذه البساطة!
عُمر طاهر.. الصَيَاد مَلك النُوستَالجيا
عمر طاهر.. المشوار الذي تريد أن تذهب إليه دائمًا