عرَفت عمر طاهر نجمًا منذ الصغر.. أتعلم منه الطريق والحكايات.. أجلس معه كطفلٍ يكتشف العالم بعين بريئة.. ينظر إلى العالم غير عابئ بالأشرار الذين يحيطون به.. يتحدث عما يعرفه جيدًا.. يعرف قيمة المبدعين في الحياة.. يعرف الرجل الذي يصنع فنجان قهوته ويعامله كفنان لا كعامل يقدّم له خدمة؛ فتجد العامل يحبه كما لو أن عمر نجمه السينمائي الوحيد.. يفعل هذا بحب وتلقائية مع الجميع.
كنا نجتمع أنا وهو في مقهى عم أحمد ونحن صغار قبل سبعة عشر عامًا وسط المدينة؛ المقهى الذي يحتوي على دكة خشبية وحيدة وكرسي صغير عجوز يشبه ملامح عم أحمد، يجلس عليه عابر يطلب فنجان قهوة ويمشي، ويأتي غيره بعين مندهشة لهذا المكان العتيق يطلب قهوته يشربها ويمشي.
عمر يحكي عن الحاضر، وكيف سيكون المستقبل.. يقرأ نصًّا جديدًا كما لو أنه نصه الأول.. يعرف الجمهور عمر من واجهة واحدة عن طريق كتبه الذي يرصد فيها ما يراه، لكن إذا أردت معرفة عمر طاهر عليك بقراءة دواوينه الشعرية الأولى التي تتجلى فيها علاقته بالعالم، بالعين البريئة التي تجزأت في كثير من رؤيته للعالم في كتبه فيما بعد..
عمر طاهر هو أحد صنايعية مصر الكبار منذ أن كان صغيرًا..
محبةً من قلبي للأستاذ دائمًا ولقلبه الذي يُشبه طيبة الأجداد بخبرتهم في لمس الأشياء؛ فتتحول إلى حكاية تشبهك أنت.
اقرأ أيضًا:
عُمر طاهر.. الصَيَاد مَلك النُوستَالجيا
عمر طاهر.. الجنون ليس بهذه البساطة!