ابتديت في كتابة الشعر متأخر جدًّا وده كان خوف ورهبة من إني أكون “بارصّ كلمتين جنب بعض وآخرهم متشابه كأنه قافية” وكان من فرسان مرحلة الشك في نفسي ومن أصحاب الفضل فيها الأستاذ عمر طاهر..
كان وقتها بدعة جديدة هي وضع إيميل الكاتب في نهاية المقال للقارئ اللي يحب يتواصل معاه، وبدون أي تردد لقيت نفسي بانقّي واحدة من القصايد اللي كتبتها حديثًا وبابعتها على إيميله، وطبعًا كنت متوقع إنه وسط آلاف الإيميلات التانية إن عمر مش هينتبه لده بالذات، وخصوصًا إنه واحد “بياخد رأيه في قصيدة مش حتى بينقد له مقال أو بيعبّر عن إعجاب”.
أما الأغرب من جرأتي، فكان إن عمر رد وبكلمتين هافضل طول العمر فاكرهم بالنص: (جميل.. استمر)، ودي كانت أول وأهم شهادة أحصل عليها في مجال الشعر واللي خلتني أكتب تاني وتالت ولحد النهارده.
المهم سمعت الكلام واستمريت واستمر التواصل وبقينا أصحاب لدرجة إن عمر بقى كتير بيثق إني أكون جنبه على المنصات في حفلات توقيع كتبه ومناقشتها، وهي متعة أخرى أهداها لي عمر، لأن حضور ندوات فيها احتكاك مباشر مع جمهوره وردوده الذكية جدًّا عن أسئلتهم الجميل والسخيف منها بيجعلني من المحظوظين بالميزة دي.
أما حكاية أبو ليلي؛ فده لأن صداقتي مع عمر بدأت وهو أبو رقية أصلًا؛ أما الآنسة ليلى فتقريبًا حضرت وقت تشريفها للوجود واحنا أصحاب وأدّعي إني كنت من أوائل اللي عرفوا اسم المولودة الجديدة ومن يومها وهو أبو ليلي اللي من حسن الحظ كبرت وبقت الشخصية المسيطرة ذات الجبروت ليس على عمر فقط ولكن على البيت كله.
أما بعيدًا عن صداقتي الشخصية والإنسانية بعمر، فلا يوجد شبهة مجاملة أبدًا في أن أقول عنه إنه “ألفا” جيله، وصاحب الخلطة السحرية اللي ما أعرفش تفاصيلها وإلا كنت قلدتها ولكن أقدر أسميها صدق التفاصيل.
دائمًا ما يفاجئني عمر بزاوية التناول لو باقراله مقال، وبطزاجة الفكرة لو باقراله كتاب، وبالتعب والمجهود المبذول لو باقراله سير ذاتية زي “أثر النبي” أو “صنايعية مصر” الكتاب اللي لازم أذكره في كل مرة أكتب أو أتسئل عن عمر وأطالب بإنه يُدرَّس في مدارسنا للطلبة لو حابين نعلمهم مصر قد إيه جميلة وفيها عقول عبقرية وتجارب غير مسبوقة في النجاح وكمان مكتوبة بقلم ساحر ومحبب.
فيا أستاذ عمر أيها الكاتب والمفكر والروائي والسيناريست والشاعر ومكتشف المواهب اللي زي حالاتي كل سنة وإنت أبو ليلى بدون منازع وبنجاح كبير.
اقرأ أيضًا:
عمر طاهر.. المشوار الذي تريد أن تذهب إليه دائمًا
عُمر طاهر.. الصَيَاد مَلك النُوستَالجيا
عمر طاهر.. الجنون ليس بهذه البساطة!
تسلم ايدين حضرتك