لغة العالم الأولى
حلمٌ غير بعيد المنال، ولم لا، وقد كانت كذلك من قبلُ؟
ولم لا، وقد اصطفاها الله سبحانه وتعالى بحكمته بيانًا وتبيانًا لكتابه الخالد؟
لكن كيف؟
إن أفضل عمل نقدمه للغتنا، أن نتكلم بها باعتزاز وفخر ومباهاة، مما يعكس الاعتزاز بالهوية، وهذا هو أكبر عمل وأقوى فعل يمكن أن نقوم به، لخدمة لغة الضاد، وما غير ذلك من جهود – مع أهميتها- إلا خدمات مكمّلة للفعل الأساسى، وهو أن نتكلم، لا سيما إذا علمنا أن هناك لغات لم يتم التنظير لها أو حتى كتابتها مثل اللغة النوبية، ومع ذلك لا تزال تحيا بيننا إلى الآن؛ نظرًا لاستخدام أهلها فى أمورهم الحياتية، بالقطع لا أتخيل تفعيل هذا الأمر على الشرائح الثقافية كافة، لكن على الأقل رواد المجال والنخبة المثقفة، كي يكونوا قدوة ومرآة لباقى فئات المجتمع.
شعرت بأهمية لغتى، عندما شاركت فى برنامج رعته إحدى الأكاديميات لتبادل اللغات، والتقيت من قطعوا آلاف الأميال طلبا لتعلمها وإتقانها، فمنهم من تعلمها لأسباب دينية حبًا فى قراءة القرآن الكريم بلغته التى أُنزل بها، ومنهم من تحمل هذا العناء لأسباب ثقافية، إيمانًا منه بجذور هذه اللغة العميقة وأهميتها البالغة.
الأمر الذى يدفعنا للشعور بالغيرة والحماسة والتأسف على جحودنا النعمة الكبيرة، أن وهبنا الله تلك اللغة دون مجهود منا.
إن ما أحلم به ليس ترفًا ثقافيًّا، لأن اللغة كائن حى يؤثر ويتأثر، والعربية تحمل إرثا وحضارة عتيقة، بالقطع تسهم فى انتشارها فى الأوساط المجتمعية وتأثيرها على وجدان وسلوكيات وانتماء للوطن العربية، بشكل إيجابى.
ختاما، يجب التشديد على أهمية تعليم حب اللغة لصغارنا، وإيلاء الاهتمام بتعليمها عن اللغات الأجنبية، إنه دور الأسرة والمجتمع ككل، حتى نخلق جيلاً واعيًا عاشقًا للغته، التى هى هويته مع تكاتف الجهود الرسمية وغير الرسمية، وصولا إلى هذا الهدف المنشود.
محمد صادق
اقرأ أيضًا: