من الألف إلى الياء
تمضي الأيام سريعا، وما زلنا نتذكر عندما كنّا نردد ألف باء إلى الياء كل يوم دون كلل أو ملل خلف مدرس اللغة العربية خلال أيام مهّدت لما نحن فيه الآن.
تغنينا بها وعزفنا منها ألحانا راقت لأسماعنا وحواسنا، والمعلم كان كقائد الأوركسترا، يؤلف الأناشيد والأغاني خصيصا كي نرددها، لتسهيل عملية التعليم.
اللغة العربية لغتنا الأم، ويجب أن تكون هكذا دوما. وكان مدرّس اللغة العربية في مقام ولي الأمر، وكان رائدا للفصول في أي صف دراسي وأي مرحلة تعليمية وأي مدرسة كانت.
ما عانت منه العربية كغيرها من المواد انهال بثقله على مدرّسيها..
فالإسراف في التنظير أصاب اللغة بالجمود، والمنهج نفسه لم يتغير، وحتى أشكال الفصول ما زالت كما هي، وطرق التعليم تقليدية، ولا يوجد بها بوادر الابتكار والتغيير، فيما لم يعد المعلم هو الآخر للتعامل م كل هذا بشكل يضمن أداءه ما ليه بنجاح.
أستاذ اللغة العربية عانى كثيرا من تخبط القرارات وجهل القائمين على العملية التعليمية، كما أن إقحامه وتحميله مهاما أخرى لا علاقة له بها، قللت كفاءته، وأجهدته، حتى أصبح غير موجود، وغير مؤثر في حياة طلابه!
وحل ذلك: “البعثات العلمية، الدورات التدريبية، المسابقات، التشجيع للحصول على درجات علمية أكبر، المتابعة والإحصاء”، إضافة إلى تقديرهم ماديا وإلزامهم بتخصصهم دون غيره”.
فقط نحتاج إلى الإيمان بقدرتنا على التغيير وبعض الضمير.
الحقيقة أنني كنت محظوظا بعض الشيء، لأني تعلّمت القليل في لغة الضاد، لكن هناك أجيال وأجيال تخرجت لا تعرف ماهية اللغة!
لذا فإن عودة معلمي اللغة العربية واجبة قطعا، وإعطاءهم بعض التقدير والامتنان، فرض عين.
وفي يوم عيد العربية وعيد مدرسيها، سأكتب لها ولهم: كل عام وأنتم جميعا بخير.
رؤوف جلال
اقرأ أيضًا: