المنطقة الحرة

هدية الله للأرض

بدأت علاقتي باللغة العربية عندما بدأت أكتب يومياتي منذ نعومة أظفاري، ولكنها كانت لغة ركيكة أقرب إلى لغة المراهقات ولكنني كنت أحب أكتب.

حبي وشغفي باللغة العربية غير مرتبط بمعلم أو مدرسة، لكنه نابع من داخلي وحدي  ومن شرح والدتي للقرآن الكريم، فلم أقابل على مدار تعليمي معلم لغة عربية يجعلني أتشبّع باللغة، أو يشعل الشغف المختفي داخلي تجاهها، إلا مدرس اللغة العربية في المرحلة الثانوية “محمد عبد الحميد”.

 كان ضخم الجثة وبدينا جدًا و يتعامل مع اللغة كأنها صينية “مكرونة بالبشاميل” يريد أن يلتهمها كلها! وفي الوقت نفسه يريدنا أن نتقن اللغة شئنا أم أبينا!

كنت أنتظر حصته عن الأدب والبلاغة لمعرفة الجديد في تشبيه القواعد النحوية بالأكل، كي “نتشبع” بها، على حد قوله، وكان يغضب جدًا عندما أطلب إلغاء الحصة أو أعتذر عن المجيء، فيما أمي دائمة الشكوى من صوته العالي الذي يصل إلى كل رد في المبنى!

كان دائم الشجار معنا عند تخلفنا عن عمل المطلوب، أو عدم حفظ القواعد، قبل أن يدعو علينا لأننا غير متفوقين بما يناسب لغة عريقة  تعتبر أما للغات الأخرى!

أحببت اللغة بسبب الكتاب الذين حولوها لقصائد وروايات وقصصا ممتعة، مثل رضوي عاشور ونجيب محفوظ ومحمود درويش، وغيرهم.

ازداد تعلقي باللغة العربية عندما نضجت أكثر، ونلت شرف الاحتكاك بالكثير من المتشبّعين بها فعلا، وكنت كلما وجدت كلمة في رواية أو كتاب لا أعرف معناها، أجري على القاموس، لأفهم سرّها، أضف إلى هذا حبي للخط العربي، الذي يصوغ حروف اللغة في أشكال رائعة، تكاد تكون بحرا لا ينتهي من الجمال!

لا أعلم  ماذا أكتب بالضبط عن اللغة، هدية الله للأرض، وعن بحر العميق الي لا نصل إلى نهايته أبدا، وفي كل يوم جديد، نستخرج المزيد من لآلئه.

لكن سأكتفي بالقول إني حقا أحبّها.

رضوى شلش

اقرأ أيضًا:

الأستاذ هاني وردة

وصرخت ميس صافيناز

رسائل الغياب

لماذا 1لم تعودي يا ميس شيرين؟ 

المدينة البعيدة

كساحر خفيف اليد

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى