أستاذ وليس مستر
فى مرحلة التعليم الأساسى انقطعت صلتى بأساتذتى جميعا، على وجه الخصوص نذكر أستاذ اللغة اللغة العربية، إلى أن التحقت بالمرحلة الإعدادية، وهنا بدأت الرحلة الممتعة مع اللغة العربية، لا سيما و أن السبب الرئيس فيها هو أستاذ مدرسة البنات، الذى كنت أدرس معه فى الدرس، نعم لم يكُ من أساتذة مدرستى، ولكن كل طلاب مدرستى كانوا يذهبون لدرسه، للمتعة التى يقدمها ذلك العبقرى، وهذه حقيقة، إنه عبقرى.
كان النحو يمثل العقبة الشديدة التى تعرقل مسيرة الطالب فى جمع الدرجات فى مادة اللغة العربية، لكن مع هذا العبقرى، كان النحو بمثابة حصة الرقص الممتعة، التى نتحرر فيها من قوانين الجاذبية الأرضية، لنسمو إلى آفاق رحبة محلقين فيها من المتعة والخيال، لست مبالغًا فى الوصف، هذه حقيقة، وربما لن تصدقها إلا إذا درست مع أستاذ مدرسة البنات.
كان أستاذ مدرسة البنات، يدرس لنا النحو وكأنه أسهل فروع اللغة العربية ولا سهل غيره، لم تنقطع علاقتى بذلك العبقرى حتى الآن، كلما استعصى على أمر ذهبت قاصده، فيشرح لى دون تكلف أو عناء، دون مقابل، يرشدنى لفعل ما ينمى مهاراتى كأستاذ فيما بعد.
الثانوية العامة لن أذكرها بأى شكل من الأشكال، كانت كما كانت، لا أعاد الله أيامها مرة ثانية، لا سيما أيام درس العربى، انقطعت رحلة المتعة التى بدأت فى الإعدادية، ورفض أستاذ مدرسة البنات أن يدرس لنا فى الثانوية، بالرغم من ذلك حصلت على 28.5 درجة من 30 فى المرحلة الأولى، والثانية 26.5 من 30 فى المرحلة الثانية.
أدرس الآن العربية فى كلية الآداب جامعة القاهرة، أدرس النحو، حقا المحاضرة ممتعة، لكنها ليست بقدر الإمتاع، الذى كان يقدمه لنا أستاذ مدرسة البنات، ربما هذه موهبة فى التدريس، وكما يقول المثل” كل شيخ وله طريقة”.
الأسلوب والطريقة:
إن أساليب التدريس هى التى تجعلنا نحب المادة بل و الأستاذ، وكذلك العكس، فلا بُد من تطوير أساليب التدريس والمهارات لدى الأساتذة، لإيصال المعلومة للطالب بشكل سهل ومبسط، وتبسيط المادة تبسيطا علميا، يحفز الطالب على الاجتهاد وحب المادة.
كان أستاذ مدرسة البنات يكره بل ويغضب من أن يسبق اسمه بكلمة “مستر” فكان سرعان ما يعلق ويقول” أستاذ”.
رسالة إلى أستاذ مدرسة البنات لعله يقرأها:
إننى لم أك أرغب فى يوم من الأيام فى دراسة اللغة العربية، لكن تمنيت فى يوم أن أكون زميلًا للأستاذ ” منير الفقى” أستاذ مدرسة “الشهيد عبدالرحمن حسان محفوظ” الإعدادية بنات، فرحت عندما تنازل لى الأستاذ منير عن ركعتين فى قيام شهر رمضان، لأن أصلى بالناس معه، هنا أدركت كم الحب الذى أحبه له، وكذلك حبه لنا كأولاده، ففعل هذا مع أكثر من صديق لى وطالبا له.
لا أعرف هل سيقرأ أستاذ منير هذه المقالة أم لا، لكن أرسل له من القلب محبة وقبلة فوق كفيه ورأسه، هذا أقل ما يمكن أن يرسل له، أقوله له أننى مدين له بالكثير والكثير.
شكر لك أستاذ منير وليس مستر منير.
عبد الفتاح خالد
اقرأ ايضًا: