المنطقة الحرة

جراناديلا

مي حمدي

هناك ورود شوكية تغطي جسدي بأكمله

لا يراها غيري

لكن كلّما لمسني أحد.. نزف!

كل هذا حدث عندما أحببت الجراناديلا

وأكلتها وزرعتها داخلي

أُغرمت بتلك المرارة الخفيفة في طعمها

كنت جميلة وقتها وبصحة جيدة

لم أتطلع إليها يومًا كزهرة شافية

كالباقين

لم أُفتن بشكلها الخلاب ولا درجات ألوانها

ولم أرها قطّ أجمل زهور الكون

أنا فقط أحببتها

أحببت حوافها الحادة المدببة

لكن أشكالها الكثيرة كانت تبكيني

كيف تتحول في كل أرض تُزرع بها

وضع هذا بقلبي غُربة لا نهاية لها

وأُصبتُ بكل مرض تُشفي هي منه

كيف لامرأة أن تموت بسبب زهرة!

كيف أزرعها فتخلعني من كل أرض

وتبتر جذوري!

كيف أُسقيها فتُنبت علي جسدي الشوك!

كيف كلّما نظرت إليها تنزف عيني كساحرة شريرة في أسطورة رخيصة!

ها هي.. وجدتُها

كانت المرأة والجراناديلا أسطورة رخيصة

اقرأ أيضًا:

مولد

الطوق والفراشة

الباب

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى