ضاد

بسرعة 7 أخطاء في الدقيقة.. رئيس مجلس الشعب يذبح اللغة العربية أمام ملك السعودية

20160419_184813

أريد أن أخبرك عن رجل، يحتلّ منصب أستاذ القانون الدستوري والإداري بالجامعة، وعمل محاميًا لدى محاكم النقض والإدارية والدستورية العليا، كما حصل على الدكتوراه من السوربون بفرنسا، وله 6 مؤلفات قانونية، وشارك في وضع مسوّدة الدستور الإثيوبي، وتقلد منصب وكيل النائب العام، وكان ملحقا ثقافيا لمصر في باريس، ومستشارا دستوريا للديوان الأميري الكويتي.

ولن أخفي عليك أيضًا أنه شارك في إعداد قوانين الانتخابات الثلاثة (تنظيم مباشرة الحقوق السياسية – مجلس النواب – تقسيم الدوائر الانتخابية)، وكان عضو لجنة العشرة، التي وضعت مبادئ دستور 2014 .

وأزيدك من الحب بيتا فأقول لك إنه يجلس حاليا على رأس السلطة التشريعية في مصر، المنوط بها مناقشة القوانين، واستخراج عوارها، وضبطها، وصولا لإقرارها أو رفضها.

هذا الرجل، تقرّر أن يقرأ خطابا من ورقة، في بث مباشر للملايين، بمصر وخارجها، وفي حضرة مَلِك، نزل في بلده القرآن، متحدّيا أهله الفصحاء أن يصوغوا آية واحدة مثله، وتعتبر اللغة العربية بالنسبة له، قدس الأقداس.

فكيف تعتقد أنه سيتصرّف؟

بالتأكيد ستتوقع خطابًا دسمًا، عبارة عن قطعة أدبية فريدة، لا يأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها، ومتحدِّثا مُفوّها فصيحًا، لا يخطئ في حرف، يُشبِع ويُمتع ويفيض على الحاضرين من علمه.

فمن البديهي، أن هذا الرجل، صاحب كل هذه المؤهلات والتاريخ، مُلمّ بقواعد اللغة العربية، وقادر على صياغة جُمل فصيحة بلا أخطاء.

لكن المفاجأة أن عكس ذلك تمامًا، جرى يوم الأحد 10 أبريل، عندما ألقى الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، خطابه أمام ملك السعودية، فجاء قطعة من الجحيم لمحبّي العربية، ودراويشها!

ولتفهم قصدي، استمع للخطاب أرجوك، ثم  اقرأ  الجدول الذي يليه، بعد أن رصدنا فيه أخطاء عبد العال، وأبواب النحو التي انتهكها، ثم تعال لنفرّج كَربنا بكلمتين.

https://www.youtube.com/watch?v=zXN_WqAQ4L8

رصد الأخطاء

الخطـأ الصواب باب الخطأ
1

وقلَ اعملوا، بفتح لام قل، (قرآن كريم)

“قلِ” بكسر اللام، فعل أمر مبني على السكون، وتَحوّل السكون إلى كسرة بسبب التقائه مع سكون العين في “اعملوا”. بناء فعل الأمر
2 فسيرى الله عملُكم، بضم لام عملكم. (قرآن كريم) عملَكم، بفتح اللام، لأنها مفعول به. المفعول به
3 صدق اللهَ العظيم، بفتح هاء الله. صدق اللهُ، بالضمة على الهاء، لأن لفظ الجلالة فاعل. الفاعل
4 خادم الحرمينَ، بفتح نون الحرمين. (تكررت 5 مرات) خادم الحرمينِ، مضاف إليه مجرور بالياء، لأنه مثنى، ونون التثنية دائمًا مكسورة التثنية
5 سلمان بنَ عبد العزيز، بفتح نون ابن. سلمان بنِ عبد العزيز، بجر نون ابن، لأنها صفة لمجرور. الصفة
6 حفَظَكم الله، بفتح فاء حفظكم. (تكررت 5 مرّات) حفِظكم الله، بكسر فاء حفظكم. أبنية الفعل الثلاثي
7 قادمًا من الأرضَ، بفتح ضاد الأرض. من الأرضِ، بكسر الضاد، اسم مجرور. الجار والمجرور
8 وُضع فيها أولِ بيت، بكسر لام أول. وُضع فيها أولُ، بضم لام أول، لأنها نائب فاعل. نائب الفاعل
9 إلى أرضَ النيل، بفتح ضاد أرض. إلى أرضِ، بكسر ضاد أرض، اسم مجرور. الجار والمجرور
10 لترفرف على البشرية ألويةِ الأمن، كسر تاء ألوية. ألويةُ، بضم التاء، لأنها فاعل. الفاعل
11 وهذا هو وجهَ الشبه، بفتح هاء وجه. وجهُ، بصم هاء وجه، لأنها خبر مرفوع. المبتدأ والخبر
12 لملك سُعودي، بضم السين. (3 مرات) سَعودي، بفتح السين. أبنية الأسماء
13 من تحتَ هذه القبة، بفتح التاء في تحت. من تحتِ، بكسر التاء، لأنها مجرورة بعد من. الجار والمجرور
14 بتحقيقَ الكثير، بفتح القاف في تحقيق. تحقيقِ، بكسر القاف، لأنها مجرورة بعد الباء. الجار والمجرور
15 من تقلُّدكم، بضم الدال. من تقلّدكم، بكسر الدال، لأنها مجرورة بعد مِن. الجار والمجرور
16 تحققت الكثيرُ من الإنجازات. تحقق كثير، لأن لفظ “كثير” مذكَّر، وما تحقق نكرة. المذكر والمؤنث
17 من الوعي والعملَ، بفتح لام العمل. والعملِ، بكسر اللام، معطوف على مجرور مجرور. العطف
18 وفق استراتيجية، عدم تعطيش الجيم. استراتيجية، بتعطيش الجيم. نطق
19 بدأها الملك العظيم عبدَ العزيز، بفتح دال عبد. (مرتين) عبدُ العزيز، بضم الدال، لأنها بدل من مرفوع، مرفوع. البدل
20 في أعقاب ثورَتَها، بفتح تاء ثورتها. ثورتِها، بكسر التاء، لأنها مضاف إليه. المضاف إليه
21 أرادوا اختطافِ، بكسر الفاء. اختطافَ، بفتح الفاء، لأنها مفعول به، منصوب بالفتحة. المفعول به
22 اختطاف هَويتَها، فتح هاء هويتها، وفتح تائها. هُويتِها، بضم الهاء، وجر التاء، لأنها مضاف إليه. أبنية الأسماء – المضاف إليه
23 وأستخدمت، بالتشديد على نطق الهمزة. واستخدمت، تنطق السين بعد الواو مباشرة، دون نطق الألف. نطق – ألف الوصل وهمزة القطع
24 فمنذ توليتمَ، بفتح الميم. توليتمُ، بضم الميم. الفاعل
25 على استمرارَ التكامل، بفتح الراء. استمرارِ، بكسر الراء، لأنها مجرورة. الجار والمجرور
26 ليَهلَك، بفتح الياء. ليُهلك، بضم الياء. أبنية الأفعال
27 وأن العرب قوةٍ لمصر، بكسر تاء قوة. قوةٌ، بضم التاء، لأنها خبر أن. خبر إن وأخواتها
28 في جميعَ القضايا، بفتح عين جميع. (مرّتين) جميعِ، بكسر عين جميع، لأنها مجرورة بعد في. الجار والمجرور
29 والأَقليمية، بفتح الهمزة. والإِقليمية، بكسر الهمزة. أبنية الأسماء
30 مع أخيكم الرئيس عبدَ الفتاحَ السيسي، بفتح دال عبد، وحاء الفتاح. عبدِ الفتاحِ السيسي، بكسر دال عبد، لأنها بدل من مجرور مجرور. وكسر حاء الفتاح، لأنها مضاف إليه. البدل – المضاف إليه
31 في الخليجَ العربي، بفتح جيم الخليج. في الخليجِ، بكسر الجيم، اسم مجرور مجرور. الجار والمجرور
32 حيكتُ بليل، بضم التاء. حيكتْ، بتسكين التاء، لأنها تاء تأنيث مبنية على السكون. أبنية الحروف.
33 لقد سخّرتَ المملكةُ، بفتح تاء سخّرت. سخّرتِ، بكسر التاء، لأنها مبنية على السكون، ويتحوّل السكون إلى كسرة لالتقائه مع سكون اللام في “المملكة”. أبنية الحروف
34 سخّرت المملكة كلِّ ما حباها الله، بكسر اللام في كل. كلَّ، بفتح اللام، لأنها مفعول به منصوب بالفتحة. المفعول به.
35 لخدمة عالَمَها العربي، بفتح الميم في عالمها. عالمِها، بكسر الميم، لأنها مضاف إليه مجرور بالكسرة. المضاف إليه
36 لجلالتْكم، بتسكين التاء. لجلالتِكم، بكسر التاء، لأنها مجرورة بعد اللام. الجار والمجرور
37 ولن ينسى التاريخ قيادتِكم الجسورة، بكسر التاء. قيادَتَكم، بفتح التاء، لأنها مفعول به. المفعول به
38 لإنهاء أزمة اليمنَ، بفتح نون اليمن. اليمنِ، بكسر النون، لأنها مضاف إليه مجرور. المضاف إليه
39 لمكافحةَ الإرهاب، بفتح التاء. لمكافحةِ، بكسر التاء، اسم مجرور. الجار والمجرور
40 للاتصالات الدبلوماسيةَ، بفتح التاء. الدبلوماسيةِ، بكسر التاء، لأنها صفة مجرورة. الصفة والموصوف
41 عصب الأمتينَ، بفتح النون. الأمتينِ، بكسر النون، لأن نون المثنى دائمًا مكسورة. التثنية
42 مخططات أعداءَ، بفتح الهمزة. أعداءِ، بكسر الهمزة، لأنها مضاف إليه مجرور. المضاف إليه
والتعجيلُ، بضم اللام. والتعجيلِ، بكسر اللام، معطوف على مجرور مجرور. العطف
43 لتنعم أمتِنا، بكسر التاء. أمتُنا، بضم التاء، لأنها فاعل مرفوع. الفاعل

ومن هذا الجدول يتضح لنا:

  1. أخطأ عبد العال –تقريبا- 57 خطأ خلال كلمته، مع أنه كان يلجأ كثيرا لتسكين أواخر الحرف، كي يسلم، إلا أنه لم يسلم!
  2. استغرقتْ الكلمة نحو 8 دقائق، ما يعني أنه كان يخطئ بسرعة 7 أخطاء في الدقيقة!
  3. لم يترك عبد العال –تقريبا- بابًا من أبواب اللغة لم يخطئ فيه، حيث أخطأ في المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل ونائب الفاعل، والمفعول به، والمضاف إليه، والبدل، والجار والمجرور، وأبنية الأسماء والأفعال والحروف، والنعت، والتثنية، والتذكير والتأنيث، والعطف والبدل، وألف الوصل والقطع!
  4. كان أحيانا ما يخطئ خطأين في الكلمة الواحدة، في أولها وفي آخرها!
  5. لا فضلَ لنثر أو قرآن عند عبد العال، فقد أخطأ في كليهما بلا استثناءات.
  6. عندما كان يعيد بعض المقاطع، إثر مقاطعته بالتصفيق، كان يعيدها بأخطائها كاملة، دون أن يُخطئ وينسى خطأً منها!

ولو وضعنا كل هذا إلى جوار مادة الدستور -الذي أقسم عبد العال على صيانته- التي تقول “اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد”، لأدركنا كم كان صادقًا في قسمه، ومحافظًا على دستور بلاده، وموفيا بتعهّداته.

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى