أزمة اللغة العربية في مصر.. الأسباب والحلول
ما لم يفعله الاحتلال، فعلناه نحن في أنفسنا!
هذه هي الجملة الدارجة على لساني، عندما يسألني أحد عن واقع اللغة العربية في مصر، فللأسف الشديد، رغم فترات الاحتلال المتتالي على مصر، لم تكن اللغة أبدًا بهذا التدني، خاصة في محافظتي القاهرة والجيزة!
ومن خلال عملي رئيسا لقسم الدراسات العربية بمدارس دولية، أرى أن سبب ذلك يرجع لفقد الهُوية في المدارس الخاصة والدولية، فلا نجد إلا القليل منها –تعد على أصابع اليد الواحدة- تهتم بهوية الطالب المصري، وأعني هنا الاهتمام باللغة العربية وكل ما يتعلق بها من تراث وثقافة.
وللأسف الشديد مرة أخرى، كثرة وجود تلك المدارس، وهروب أولياء الأمور من اختيار المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تُدرس اللغة العربية كلغة أولى، أدى إلى انتشار اللغة الأجنبية، بالإضافة إلى الكم الهائل من لافتات الشوارع التي أصبحت بلغة عامية.
وإيمانًا بمبدأ “ابدأ بنفسك ثم بمن تعول”، فقد خصّصت لأطفالي مكتبة في حجرتهم، تضم العديد من الكتب الشيقة والمتنوعة باللغة العربية، وأشجّعهم باستمرار على قراءتها، وتقدمت خطوة أخرى لخدمة الأطفال، والتمسك بالحفاظ على هُويتهم، فأنشأت مركز تعليمي (إحياء) لخدمة اللغة العربية والفنون المختلفة، مثل الرسم والأشغال اليدوية والموسيقى.
ونظرًا لتخصصي في مرحلة الطفولة، بدأت تقديم دورات تدريبية بالمركز للأطفال من ٦: ١٠ سنوات، هدفها الأول تحبيب الأطفال في اللغة العربية، وتحسين مهارة القراءة والإملاء، عبر أنشطة تفاعلية متنوعة، تُسهم في تحقيق تلك الأهداف.
وإن كان لي أن أنصح أحدا، فأتوجه إلى أولياء الأمور، وأقول لهم: ضعوا مكتبة في أي ركن بالمنزل، تحوي العديد من الكتب والقصص باللغة العربية، وأول ما تبدأ به يومك، القراءة لطفلك ولو سطرا واحدا من كتاب.