ضاد

لماذا نلتزم بقواعد اللغة العربية؟

لماذا لا نلتزم بقواعد اللغة العربية

يرى البعض أن التقيُّد بقواعد اللغة تقييد للإبداع، وأن المهم أن يصل المعنى إلى القارئ أو المتلقي، ولو خرجنا عن القواعد.. وهو كلام ظاهره الصواب، وباطنه العذاب.

فإذا كتبتَ باللغة العربية دون التزام بقواعدها، احتمل كلامك عدة احتمالات، فإذا قال قائل: “كتابًا واحدًا معي”، ونحن نعلم أنه لا يلتزم بالقواعد، فلن نعرف أصلًا هل الجملة اسمية أم فعلية، فهل يقصد أن معه كتابًا واحدًا، أم أنه يطلب أن نقرأ معه كتابًا واحدًا؟

ولكنه إذا كان يلتزم بالقواعد، وقال “كتابًا واحدًا معي” فإن هذا يحصر الاحتمالات في الجملة الفعلية، فيكون المعنى “اقرؤوا كتابًا واحدًا معي”، وإذا قال “كتاب واحد معي” فإن الاحتمال محصور في الجملة الاسمية، فيكون المعنى أن معه كتابًا واحدًا.

وفكرة “المهم وصول المعنى” ساذجة جدًّا، لأن المعنى هكذا لن يصل، فعدم استعمال القواعد يفتح باب احتمالات المعنى على مصراعيه، وسيكون المعنى أول الضحايا.

الأمر ببساطة أن اللغة وقواعدها كالطعام والإناء، فإذا كان المرء بليغًا لكنه لا يعرف القواعد، فإنه كمن يُعِدّ طعامًا شهيًّا ثم يقدّمه لك دون وضعه في وعاء مناسب، فلا تستطيع تذوُّقه.

وإذا كان المرء غير بليغ، لكنه يعرف القواعد، فإنه كمن يُعِدّ طعامًا غير شهيّ، ولكن يقدّمه في وعاء مناسب.

وإذا كان المرء بليغًا، ويعرف القواعد، فإنه كالطباخ الماهر، يُعِدّ طعامًا شهيًّا، ويقدّمه في وعاء مناسب، فتأكل من يديه أجمل وجبة.

هذا المحتوى ينشر بالتعاون مع صفحة نحو وصرف على فيس بوك

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى