المنطقة الحرة

ناسك في محراب الشعر.. «الشهاوي» 77 شمعة على الطريق

مصباح المهدي- اكتب صح

عاش بالشعر وللشعر، كأنما حياته قصيدة ممتدة.

يكتبها وتكتبه فتتنفس برئتيه ويرتوي من أثدائها أرقى أنواع الخمور.

(فليت أنا بقدر الحب نقتسم) كما قال المتنبي..

لو أن الشعر منح محمد محمد محمد الشهاوي بقدر ما أعطى الشهاوي للشعر من قلبه وروحه وصحته لاختلف الأمر.

الشهاوي كائن شعري شفاف ينبض قلبه شعرا وتتنفس رئتاه شعرا.

بمجرد أن ينشد شعرا ولو لغيره من أعلام الشعر المتنبي\ شوقي\ طرفة\ الشنفرى، تنبض فيه دماء شاب في العشرين.

الشهاوي الذي أجمع الجميع على محبته يحمل قلبا ينبض حبا وخيرا وجمالا.

ربما لا أكون ظالما لغيره لو قلت إن الشهاوي يعيش في دنيا لا تليق بشاعر طيب، لم يؤت مؤهلات التآمر والحيل الجهنمية، ولذا فهو يقنع بالقليل من الشهره التي أعطت من هم دونه بالحيل ما لا يستحقون.

الشاعر الكبير محمد الشهاوي احتضن أجيالا من المواهب الشابة ورعاها وفرح باخضرارها وتبرعمها، وثمن مواهب كبيرة، وامتلأت نفسه الكبيرة المحبة حبا، لا تعتوره مداهنة ولا ابتذال.

عيد ميلاد سعيد أبانا الذي علمنا الشعر منشدا..

وصامتا صحيحا ومريضا مازحا وجادا..

عمر مديد ومزيد من الشعر والعطاء.

“نص ما قلتوش”

إلى الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي

تنساني ف عتمة بير الخوف

وف قبضة إيد التوهة جاروف

وف لمسة خد الدمع جراح

قايم بين آهة وآهة براح

وطريق مقطوع

فيه بيني وبيني السور

وإدين

تقفل في بيبان

ترفع في حيطان

موصولة لحد الروح ما تروح

الضحكة في وشي جدار من طين

وحزين جدًا

وبقالي سنين

ما فتحتش باب قلبي لإنسان

لو بان في عنيا الدمع غمام

لو قامت بيني وبيني شروخ

تنشع أمطار

تكبر أشجار التوهة وادوخ

أنا عابر بحر عصى وسبيل

للشُّعرا أنا الزيت ف القنديل

وراميني المشهد برّة السور

كروان مأسور

بالغيط محمي

بحيطان الدور

وانا قلبي ان بات بعد ما ترقيه

إيد جِنّي وتنفد من حواريه

“حواريّ” أنا المتبني الشِّعر

أرجع مفتوح نهب احتمالات

للأسى حكايات

ترانيم وآيات

وأنين مكتوم

معتل أنا الآخر مجزوم

من أول ساعة لآخر يوم

مبدور في رصيف الحزن نزيف

بلدوزر فيَّا شبع تجريف

عراني خريف

ورماني خريف

لا انا حمل سفر ولا حملي خفيف

أنزفني لحد الروح ما تروح

أنزفني لحد ما تبقى النار

دايبا بي ف سطر مالهش قرار

واطلع م الدار

وارجع للدار

نَصّ ما قلتوش

نَصّ لسارة .. وياسمين ورتوش

للفتى مختار

جَاي م الجامع

جامع ورق المصحف ف دماغ

وانا خلف فراغ

مأموم ف صلاة من غير تسابيح

مندور للريح

عبلة بتكبر والقلب دبيح

تكبر وانا طالع بالمراجيح

آخر مشوار.

مصباح المهدي

 

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى