ربما
لا أحد سيأتي إلى غرفتك وقت السلم
سوى أصحابك المفلسين
لا أحد سيأتي إلى سريرك وقت الحرب
سوى عاشقة تهرب من الموت بالفناء
سيأتي الكثيرون إلى جنازتك
وهي تمر بين دروب طفولتك المثقلة بالحرمان
وشوارع ذكرياتك المنتهية بالألم
ربما يمشي أعداؤك الأنيقون خلفك
ويحمل أصدقاؤك جسدك المشبّع بالكافيين
وتبكيك حبيبة لم تشتهها
لها خطابات في طريقها إليك
وأخرى عندك ملقاة فوق كتاب رتيب
وهي كصندوق بريدها مشتاقة لرد لن يجيء
ربما المرأة التي عشقتها
حين يتم قمرها دورته
تنزف لغيابك الدماء، وتنجب الأحزان، لا تبكيك
تزهد البشر أو تزحف فوق أجسادهم
لتشم العطر من جسد الضرورة
ترتدي حزاما ناسفا أو تقبّل العابرين
فجأة
سيحبّونك وستصير أسطورة
تزدحم الشمس بقصاصات خطاباتك
وصورك وهداياك الزهيدة
ربما
يقتلك أهلك أو يلتقطونك من البئر
وكتغيّر المناخ بين فصل وفصل
سيصير كل شيء وارد الحدوث
وتلهو المتناقضات فوق أرجوحة التمنّي
لكن
وحده الريحان سيذبل
وهو يشارك شجرة الفل انتظارك
تفتقد إنصاتك زقزقة العصافير
ولن تجد أنفاس الصباح لها تأويلا
ولا رائحة الياسمين حبيبا
ستنام في بيت الغياب وتنسى
وينساك الجميع
وتعزف مع الكون لحن العود الأبدي سرًا
ويضفي الفقد عليك القداسة..