5 مصادر للخطأ والإجادة اللغوية في نفس الوقت
للوقوع في الخطأ خلال عملية الكتابة، أسبابٌ كثيرة، من بينها: تعوّد مشاهدة الخطأ، وبرمجة العقل عليه، بحيث يكتب على نفس النسق الذي تعوّد رؤيته دون تفكير، لكن الجيّد في الأمر، أنها عملية يمكن عكسها، بحيث تتحول مصادر ترويج الخطأ، إلى وسائل لتعليم الصواب.
ومن أشهر آليات برمجة الخطأ في الدماغ:
لافتات الشوارع
تمتلئ لافتات الشوارع التي نصادفها يوميًا، بمئات الأخطاء، الإملائية والنحوية، بشكل مبالغ فيه، حتى الكلمات السهلة البسيطة التي يصعب أن يخطئ فيها إنسان عادة، لم تسلم من ذلك.
وتستوي في ذلك لافتات المحلات، والمؤسسات الحكومية، والإعلانات الضخمة Outdoors التي يصرف عليها أصحابها مئات الألوف.
عُلب الدواء
يتناول المصريون الكثير من الدواء، الذي يأتي في علب، ومعه نشرات طبية لبيان كيفية الاستخدام، وكلاهما لا يخلو من أخطاء عجيبة تثير الدهشة.
المترو
أما عن المترو الذي يركبه ثلاثة ملايين ونصف المليون تقريبا بشكل يومي –وفقا لويكيبيديا- فحدّث ولا حرج، أخطاء أخطاء أخطاء في كل مكان، من “اتجاه” التي تكتب “إتجاة” و”هذه” التي تكتب “هذة”، وغيرها الكثير!
ماكينات ATM
جميع ماكينات صرف النقود الموجودة في مصر، تحوي أخطاء لا يمكن التساهل معها، من “معرفة الرصيد” التي أصبحت “معرفه الرصيد” إلى “اختيار اللغة” التي أصبحت “إختيار اللغة”، والادخار التي زادت لها همزة بقدرة قادر، وأصبحت “الإدخار”.
ورق المخاطبات الرسمية
الورق والمكاتبات التي تقدمها للجهات المختلفة، للحصول على أوراق رسمية من الدولة، كم مرة رأيت كلمة اسم، بهمزة تحت الألف، مع أنها بلا همزة؟! وكم مرة اصطدمت عيناك بكلمة “مسؤول”، وهي مكتوبة “مسؤل”؟! بالتأكيد عدد لا نهائي!
شريط أخبار القنوات الفضائية
لو فرّغت من وقتك نصف ساعة ذات يوم، وأنفقتها في قراءة شريط أخبار أي قناة فضائية، سوف تخرج بقاموس كامل من الكلمات الجديدة، التي لم تحوها معاجم اللغة، ولم تخطر على قلب بشر! فالمسؤول عنها يهتم بكتابة الخبر ونشره، دون طريقة كتابته، وتمتعه بالسلامة اللغوية وخلوّه من الأخطاء!
وماذا الآن؟
كل الوسائل السابقة، التي كان لها أثر مباشر على اضمحلال ملكات الكتابة لدى أبناء العربية، وأسهمت في خلق هذا المستوى المتدني من الإلمام بالقواعد اللغوية، يمكن عكس تأثيرها تماما، لو اهتممنا بها، وأًصلحناها، وتوخّينا الدقة في إنتاجها، وخضعت لرقابة الدولة.
كيف؟
الأمر ليس مستحيلا بالمناسبة، فهو فقط يحتاج للإحساس بخطورة المشكلة، وأثر إصلاحها، ومن ثم -كما أقترح- إنشاء (وحدة للجودة)، تُسند إليها مسؤولية مراجعة جميع ما يُكتب باللغة العربية، في الوسائل السابقة، قبل عرضه على الجمهور، وتدقيقه، وإجازته، وليكن ذلك مقابل رسوم رمزية محددة، من ناحية يحقق هذا قدرا كبيرا من الانضباط اللغوي، ويعلّم الناس بطريقة غير مباشرة اللغة العربية السليمة الخالية من الأخطاء، ومن ناحية أخرى، يكون أحد مصادر الدخل للدولة.
فهل نجد من يتبنّى هذا المشروع، ويوصله للمسؤولين؟
أتمنى.
اقرأ أيضًا:
اكتب صح يطلق مصححا أوتوماتيكيا للغة العربية
أهم 5 كتب لمعرفة الأخطاء اللغوية الشائعة (متاحة للتحميل)
أفضل كتاب لتعليم الإملاء (متاح للتحميل)
ألف الوصل وهمزة القطع.. (6) إنفلونزا أم أنفلونزا؟
كيف ننمي اللغة العربية لدى أطفالنا؟
ما الـ Thesaurus؟ وهل توجد في اللغة العربية؟
استقالة القاضي السحيمي.. لماذا كل هذه الضجة؟
بخطوات بسيطة.. كيف تحوّل العامية إلى فصحى؟
4 مهارات أساسية لإتقان اللغة العربية
صور| نشرة أخبار الأخطاء – الجمعة 27 نوفمبر
كثيرًا ما يلفتني أخطاء اللوحات الإعلانية، وكذلك البرامج التليفزيونية.
لنا الله…