أمل دنقل وخصومة قلبي
«أبي .. لا مزيد!
أريد أبي .. عند بوابة القصر..
فوق حصان الحقيقة
منتصبًا .. من جديد
ولا أطلب المستحيل ولكنه العدل»
أذكر تلك الكلمات وهي ترن في أذني لأول مرة، أذكر وجه صديقي يقرأها عليّ، تعبيرات وجهه، أذكر اليوم الذي ذهبنا لشراء هدية عيد مولدي، وكيف حاولت أن آكل الوردة المُرفقة مع الكتاب، للقضاء على رومانسية اللحظة.
وكنا في الجامعة نتشاجر على من يذكر على سبيل السخرية:
«أتُري حين أفقأ عينيك وأثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟
هي أشياء لا تُشترى»
أذكر أول جملة أبكتني
«قطرة ..قطرة.. كان حبي يموت
وأنا خارج من فراديسه..
دون ورقة توت!!»
قصيدة العشاء الأخير عزيزة جدًا عليّ، كانت أول مرة أرى من يبكي وهو يقرأ الشعر، يبكي حقًا، كان هذا فاتنًا.
في المدرسة، عندما أتيت لمدرس اللغة العربية ببعض من شعره، وبعض مما كتب صلاح جاهين، وضعهم في سلة واحدة مع إيماناته وأفكاره، وقال: “ده كلام فارغ”.
إن أمل دنقل أول الشعر، أول عاشق، أول مهزوم، أول فقيد، في الثانية والعشرين من عمري، صحوت وجملة واحدة تتردّد في عقلي ولليوم لا أعرف سبب لذلك:
«من ذلك الأموي الذي يتباكى على دم عثمان؟!
من قال إن الخيانة تنجب غير الخيانة؟»
هل كنت ثملة إلى هذه الدرجة، أم أن هذا فقط ما يحدث لي عندما أتشاجر كثيرا في الشارع؟ كان يوما قاسيًا، والطرق المؤدّية إليه مزدحمة ووعرة، وكل من قابلتهم متحفّزون، وقد كسرت قلبا في طريقي، حتى لا أكون خائنة وبين ذراعيه أردد:
«خصومة قلبي مع الله ليس سواه»
مي حمدي
اقرأ أيضًا:
اكتب صح يطلق مصححا أوتوماتيكيا للغة العربية
أهم 5 كتب لمعرفة الأخطاء اللغوية الشائعة (متاحة للتحميل)
أفضل كتاب لتعليم الإملاء (متاح للتحميل)
ألف الوصل وهمزة القطع.. (6) إنفلونزا أم أنفلونزا؟
كيف ننمي اللغة العربية لدى أطفالنا؟
ما الـ Thesaurus؟ وهل توجد في اللغة العربية؟
استقالة القاضي السحيمي.. لماذا كل هذه الضجة؟
بخطوات بسيطة.. كيف تحوّل العامية إلى فصحى؟
4 مهارات أساسية لإتقان اللغة العربية
صور| نشرة أخبار الأخطاء – الجمعة 27 نوفمبر