المنطقة الحرة

أضعف الإيمان!

12283181_10156248711070224_41254433_n

كانت حلما، ففكرة، ففعلا.

كنا نملك من حسن النية، ما يمكن لبعضنا وصفه بسذاجة الأطفال، وما يكفي لتصور أن هِبات 25 يناير، وهِباتها فقط يمكن أن تصلح ما كسرته فينا كل السنوات التي سبقتها، وأن تجبر بخواطر كل من فقد حلمه، شغفه، حبه، أمله، حياته، حاضره أو مستقبله.

كنا نرى في هباتها الخلاص، كنا نهتف ومع كل هتاف نشعر نفس شعور كل من سار خلف عادل إمام في فيلم “النوم في العسل” وهو يصرخ “آااااااااااه.. آاااااااااااااااااه”.

وبعد أن خفتت طاقتنا التي كانت تدفعنا للتلاحم والهتاف، وقفنا مع نفسنا وقفة تأمل، لنجد أن ما كنّا نراه ونفعله هو وجهة نظر أحادية تنتقص للخبرة والنضوج، فعرفنا أن تصوراتنا كانت خاطئة.

لذا لم تكتمل، ككل أحلامنا النبيلة.

وإلى الآن لم نقو بعد على تحويل أحلامنا الإنسانية الخالصة المتمثلة في أبسط الأشياء، لواقع يمكن معايشته.

ربما نستطيع في المستقبل، ربما لا نقوى على فعل ذلك.

لا أحد يستطيع أن يجزم.

أحيانا يراودني شعور أن دورنا في هذه الحياة، أن نهب حياتنا لبشر غيرنا، مثلنا مثل أبي العلا البشري -دون كيشوت زمانه- الذي أفنى عمره من أجل آخرين، من الممكن أنهم لم يكونوا يستحقون.

كثيرًا ما أسمع علي الحجار يردد بصوته الشجي داخل عقلي:

“كل اللي عايشين للبشر من حقهم يقفوا ويكمّلوا، يمشوا يستعجلوا، ويتوهوا أو يوصلو..

وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم.. نتأمل الأقوال ونوزن الأفعال.. يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم”.

فيرد عليه عقلي بحسم: “لكنهم منعوا الصادقين من صدقهم، وكذلك حرموا العاشقين من عشقهم”.

فيرد بأسى: عشان “بنحسد الصادق على صدقه ونقف بين العاشق وبين عشقه.. نهرب من الصافيين إذا بكيوا.. ونحسد الباكيين إذا ضحكوا”.

أما إذا سألتني: هل أنت مؤمنة بما تقولين؟

سوف أجيبك بسؤال آخر: أتستطيع أن تصف لي معالم الطريق الذي نسير فيه الآن، مع كل هذا الضباب؟

ولن تخرج إجابتك عن “لا”.

ففي ظل ضبابية المشهد، لا يوجد يقين، بأن باب الخروج هناك، وحتى لو كان هناك، فلا يمكننا تحديد متى نصل إليه!

فلا شيء مؤكد، لا شيء يقيني!

مع ذلك، لا يوجد أمامي بديل، سوى إكمال الطريق، فالبديل الوحيد هو الكفر بكل الأشياء والانسحاق في نوبات كآبة شديدة، قد تودي بحياتي دون ثمن، وأعتقد أن هذا حالنا جميعا، فنحن “اللي عايشين للبشر”، كتبت علينا المعاناة والمعافرة، حتى إذا ما تركنا هذه الدنيا البغيضة يوما ما، نستطيع أن نشعر باننا قد فعلنا ما كان يجب أن نفعله، أو على الأقل حاولنا.

وهذا أضعف الإيمان.

ولاء عز الدين

اقرأ أيضًا:

اكتب صح يطلق مصححا أوتوماتيكيا للغة العربية

أهم 5 كتب لمعرفة الأخطاء اللغوية الشائعة (متاحة للتحميل)

أفضل كتاب لتعليم الإملاء (متاح للتحميل)

51 كلمة قرآنية تُفهم خطأ

ألف الوصل وهمزة القطع.. (6) إنفلونزا أم أنفلونزا؟

كيف ننمي اللغة العربية لدى أطفالنا؟

ما الـ Thesaurus؟ وهل توجد في اللغة العربية؟

تأنيث أسماء الدول وتذكيرها

فيديو| كيف تصبح محرر ديسك 3

استقالة القاضي السحيمي.. لماذا كل هذه الضجة؟

بخطوات بسيطة.. كيف تحوّل العامية إلى فصحى؟

4 مهارات أساسية لإتقان اللغة العربية

صور| نشرة أخبار الأخطاء – الجمعة 27 نوفمبر

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى