عظّم حروفك
تتهادي أمامي، تنادي ولدها بإنجليزية ركيكة متكلّفة، ويرد الولد النداء بنفس اللغة. مصرية من الطبقة الوسطى، تشبه ألوف البشر، ليست من الطبقة المخملية وعِلية القوم، ممن لا تعنيهم كثيرًا أسئلة الهوية والوجود وذوبان الشعوب!
في رأيي أن يوم اللسان العربي ينبغي أن يتعدى مجرد الاحتفالية والشجن لتطوير أنظمة دفاعية ضد وباء الزيف المنتشر، يقينا باقيةٌ هي، بقاء النوع وبقاء الكون، كونها لغة رسالة الله الخاتمة القرآن، لكن التراجع لا يليق، إهانة بالغة .
كيف وصلنا لهذا المشهد؟
أملك تحليلي الشخصي وروايتي الخاصة وقادر على السرد الطويل، لكن ليس مكانه، هي صرخةٌ في البرية كما يقال، أمرٌ يستحق ثورة.
مثال السيدة المذكورة كثير جدا، وبيننا، ليسوا غرباء، كأني أرى الناطقة بالإنجليزية تسمع صوت المنشاوي بخشوعٍ ووجل، أو تنتشي لقصيدة بصوت كاظم الساهر، أو تتفاخر بعمد بإعجابها بأغنية “يقول الناس إنك..”، للسيدة أم كلثوم، في كتابات الشباب عن العربية أعجبني عنوان “من ذاق عرف ” أشيعوا تذوّقها وأعلنوا الحرب على الوباء السخيف.
حارث عياد