بالمناسبة.. «ثكلتك أمك”»!
نعم حين تقول لحبيبتك: “باحبك يا روح روحي” سيكون لها معنى كبير عندها.. لكن صدقني.. أغمض عينيك واهمس بها: “يا رُوحَ رُوحِي.. أحبُّك”..
قلها بالفصحى.. ستجدها مختلفة.. جرب مرة واحدة، وستجدها تطلبها منك في كل لحظة.. في كل آن.. لن تخسر شيئا بالمناسبة، ولكنك حتما ستكسب الكثير..
ابدأ في تكرار التجربة مع غير ذلك من كلمات.. جرّب أن ترسل إليها “كنوع من السهوكة” أغنية من أغنيات تامر حسني، وأغنية أخرى لكاظم الساهر.. حتما ستجد الفارق شاسعا.. ليس فقط للفارق بين تامر وكاظم، ولكن لفارق آخر كبير.
دعك حتى من هذا.. فلتجرب أن تعنف زميلا لك بأفظع الألفاظ، ثم جرب أن تقول له: “ثكلتك أمك”.. صدقني لن يلتفت إلى كل ما قلت بقدر التفاته إلى تلك الـ”ثكلتك” التي وجهتها له.
دعك من هذا أيضا.. إذا كنت من هواة كرة القدم، فلتجرب أن تسمع عمنا “محمود بكر” بكلامه العظيم عن “كوبري سيدي جابر”، ثم هات قناة أخرى بصوت واحد من المذيعين العرب الذي يخرجون ألسنتهم في الذال والظاء والثاء، وحتما ستعرف الفارق.
هذا أيضا لم يقنعك؟
هات مشهدا من مسرحية هاملت لمحمد صبحي.. قارن بين تلك المشاهد التي تتحدث فيها سيمون عن تلك التي “هملت” في ابنها، والمشاهد الأخرى التي ينصب الحديث فيها على “هاملت”.
لم تقتنع أيضا!
ألم تفكر يوما في نشرات الأخبار مثلا.. لماذا تشعر بالهيبة أمام تلك الأخبار السياسية مثلا أو الدينية؟
ولماذا لا تشعر بالهيبة ذاتها مثلا وأنت تستمع إلى أخبار الفن والرياضة؟
أهذا يعود فقط لمضمون الخبر؟
بالطبع لا.. هناك سبب آخر يكمن في جرس تلك اللغة المستخدمة.
كل هذه الأشياء لم تقنعك؟ إذن.. لا فائدة منك.. وبالمناسبة : “ثكلتنك أمك”!!
د.أحمد عمار
شاعر ومذيع رياضي