المنطقة الحرة

لغتي التي أحبّها

1918991_166599771395_4360607_n

لم تكن “اللغة العربية” مجرد مادة من المواد الدراسية منذ أيام دراستي الأولى، كنت أحبّها، وأتفنّن في أن أنطق كلماتها مشكّلة، وبمخارج حروفها الصحيحة، ربما كان السبب في هذا، دراسة أخي الأكبر لها في الجامعة، مما جعلني متعلقا بها لتعلقي به وأنا صغير، ولكن شيئا فشيئا اكتشفت أن حبي للغة العربية حب لها وليس حبا فقط لمن علّقني بها.

كنت أحب موضوعات التعبير في الامتحانات، وأحب كتب الطرائف اللغوية وفصاحة الأعراب، وروعة بيان القدماء، حتى عندما بدأت كتابة الشعر كتبته شعرا عموديا فصيحا، رغم أن عمري وقتها لم يكن يتعدى العشر سنوات!

اتجهت بعدها إلى شعر العامية، لكن محبّتي للفصحى لم تنته، فصرت أحفظ كل ما تقع عليه عيناي من شعر الحكمة للقدماء، وأسأل من هو أعلم مني عن كل ما يصعب علىّ فهمه في اللغة.

حتى عندما بدأت كتابة المقال الصحفي، منذ عشر سنوات، كنت أقارن ما كتبته بما ظهر في النسخة الورقية للصحيفة، لأسأل عن سبب تغيير كلمة، وإعراب أخرى.

ورغم غزارة الإنتاج في الوسط الأدبي حاليا، وتغيّر لغة الكتابة إلى العامية في بعض الكتب، فإنني كنت مصرّا على أن تكون كتبي الساخرة أو الفكرية بالفصحى، كنت وما زلت أعتقد أن قدرة الكاتب وموهبته في الكتابة لا تظهر إلا باستخدامه الفصحى، مع السماح ببعض العامية عند الضرورة، حينها يمكن أن تحكم على أسلوبه وسرده وفكره، بدلا من أن تصبح موضوعات الكتاب عبارة عن حكاية على مصطبة!

مخطئ من يظن أن اللغة العربية عاجزة عن الوصول إلى الناس، بل هي معجزة في التعبير عنهم. مهمتنا أن نعيد من هجرها إليها، وأن نثبت أنها صالحة لكل زمان ومكان.

أنا أحب اللغة العربية، ليس لكونها لغتي الأم، أو لأنها اللغة التي أكتب بها كتبي ومقالاتي، لكنّ أجمل الحب ما لا تستطيع ذكر أسبابه.

أشرف توفيق

شاعر وسيناريست

Comments

التعليقات

أظهر المزيد

مقالات مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى