في حب كان وأخواتها!
متى عرفت أن كان ترفع مبتدأها وتنصب خبرها، وأن إن وأخواتها تفعل العكس؟
الطبيعيون من بني البشر الناطقين باللغة العربية، يعرفون ذلك في مرحلتهم الابتدائية من التعليم، أما كاتب هذه السطور، فاستدعى الأمر أن ينتظر إلى المرحلة الإعدادية ليعرفها أولا، ثم ليتأكد من أهميتها ثانيا!
أما السبب في ذلك، فهو أنه لا أحد يهتم تقريبا بأن يعلّم طفلا في الابتدائية أهمية أن يقرأ ويكتب لغته العربية بطريقة سليمة ودقيقة.. مبلغ الهم في هذه المرحلة المبكرة في التعليم، أن يعرف الطفل كيف ينطق الحروف كلماتٍ حين يراها في كتاب، أما أن ينطقها بانضباط ودقّة، فهذه ليست بالأشياء المهمة!
لكن متى عرفت أهمية ما تفعله كان وأن وأخواتهما في الكلمات؟ عندما بدأت اقرأ خارج المنهج.
كانت هذه سنوات المتعة والاكتشاف، عالم ميكي وبطوط والمغامرين الخمسة والشياطين الـ13، قبل أن يلحق بهم رجل المستحيل وفريق ملف المستقبل.
بدت الحروف تأخذ طابعا آخر أكثر متعة من كونها كلمات تقرأ في منهج دراسي ينساه المرء في نهاية السنة. أصبحت اللغة هنا بوابة لدخول عوالم سحرية آسرة، عشت وما زلت أعيش معها لحظات مثيرة مخطوفة من دنيا مملة.
ثم عندما مسّتني كهرباء الكتابة، وجدت نفسي أراجع ما أكتب وأدققه، حريصا على ألا يتضمن خطأ لغويا ساذجا، يضرب ما أكتبه في مقتل.
خفت من اللغة العربية في البدايات. لكن عندما أصبحت شريكة في حياتي اليومية، وجدتها طيبة وبنت حلال، يمكن أن تروّضها، لكنها أيضا تحتفظ بأسرارها لمن يقدر فقط، ولا مانع من أن تفاجئك بين الحين والآخر، بما يكشف لك أنك ما زلت صبيا تتعلم.
حسنا، خلاصة كل هذه الذكريات.. علّموا أولادكم القراءة خارج المنهج، تأتيهم اللغة العربية طيّعة ومحبّة.
والشكر أولا وأخيرا للمحرر الذي سيصحح الأخطاء اللغوية التي وردت ها هنا!
محمد هشام عبيه
رئيس تحرير موقع اليوم الجديد