اللغة العربية.. مَن ذاق عرف
“فتى فُتن في فتاةٍ فتاه”.
هل قرأت تلك الخمسة أحرف من قبل، وراودك نفس الإحساس بداخلي؟
كيف أفردت اللغة العربية في خمسة حروف، تحتاج أي لغة أخرى أضعاف أضعافها لشرحها؟
كيف أفردت خمسة أحرف فقط، في خمس كلمات، حكاية تلك الفتنة؟
لغتنا العربية مليئة بتلك الأمثلة وأكثر.
لكن اليوم للأسف، ابتعد سحر اللغة عن كثير من مواضع العلم، وحتى الاستخدام اليومي، إلى أن اكتملت الطامة، بظهور الفرانكو، وانتشاره بين الشباب! فلماذا فعلنا هذا؟ لماذا ابتعدنا نحن عن اللغة العربية التي كرّمها القرآن ونزل بها، وهي تمتلئ بكل هذه الكنوز الممتعة قراءة وإلقاء؟
أتذكر في فترة دراستي بالإعدادية، كرهي لمادة النحو، لما يشاع عنها من صعوبة، وأنها مادة قواعد، حتى أوقعني الله في أحد المدرسين الأفاضل، الذين يهدون الطلاب لنور العربية، فأدركت أن من ذاق جمال اللغة لا يجنح للنفور منها، الأمر استغرق وقتا، وكثيرا من التدريب، لكني في النهاية أدركت سحرها، رغم ضغوط الدراسة والعمل والسعي اليومي، وأصبحت أدين لها بالفضل.
أحدهم كتب على حسابه بفيس بوك منذ أيام، أنه لا مبرر لمواطن عربي لا يجيد نطق وكتابة العربية كتابة صحيحة، في الوقت الذي ينبهر فيه الكثيرون، خاصة الشباب، بإتقان لغات أجنبية، يكتبونها في سيرتهم الذاتية، ويتفاخرون أنهم يجيدونها تماما، فيما يعتبرون اللغة العربية “مفروغًا منها”!
وفي يومها العالمي، أهدي للغتنا هذه الأبيات من روائع الغزل العربي:
ومغرمة بالنحو قلت لها أعربي * * * حبيبي جار عليه الحب واعتدى
قالت حبيبي مبتدأ في كـلامه* * * فقــــلت لها ضميه إن كان مبتدا
يسرا سلامة
صحفية