قصص الأطفال.. هكذا يحوّلون أطفالنا لمتطرّفين
من ضمن المظاهر الخطيرة للاستهتار باللغة العربية، والذي أصبح ملاحظا بقوة خلال الفترة الأخيرة: الأخطاء الإملائية والنحوية الموجودة في منتج مهم وحيوي، نستهلكه جميعًا، أو بالأحرى يستهلكه أطفالنا!
إنها قصص الأطفال.
في الصورة المرفقة، صفحتان من قصة أطفال، كنت أقرأها لابني الصغير، فهالني ما اصطدمت به عيناي من أخطاء إملائية ونحوية كفيلة بتدمير لغته الوليدة، خاصة مع تأثّره الشديد بما يقرأ، لأنه في مرحلة التكوين، وميله للمحاكاة أكثر من الفهم، إضافة لما هو أخطر: الأخطاء الفكرية!
القصة تحكي ببساطة أن مجموعة من الحيوانات استاءت من الأسد، ملك الغابة، فاجتمعوا مع الفيل الحكيم، كي يروا ماذا يفعلون، فلم يقترح الوقوف أمام ظلم الأسد، ولا التفاوض معه، ولا عزله من منصبه وتعيين غيره استنادا لتجمّعهم في مقابلة فردانيته، كان الحل أبسط من كل هذه التعقيدات: اتّفقت الحيوانات على حفر حفرة وتغطيتها بالأغصان، ثم خداع الأسد كي يمر من فوقها، وهكذا سقط فيها ومات، واحتفلت الحيوانات بالنصر المبين وعاشت سعيدة بعدها بلا أدنى مشكلة!
ثم نتعجّب بعد ذلك عندما نجد أبناءنا لا يتمتّعون بالقدرة على الحوار والاختلاف، وحلّ المشكلات، ويميلون للعنف، ولا يستمعون للنصح والإرشاد، ويستثقلون كلامنا!
راقبوا ما يقرأ أولادكم، وما يشاهدونه في مختلف القنوات، في الفترة الحرجة التي لا يستطيعون فيها بعد تكوين وجهة نظر خاصة بهم، ولا يملكون حاسة نقدية تقيهم السقوط في بئر الأفكار المتطرّفة!
تخيّروا القصص التي تتمتع بالسلامة اللغوية والفكرية، كي لا تسهموا في تسليمهم لأيدي الإرهاب، وتصطلون بنارهم، فالوقاية، دائما، خير من العلاج.