كيف تسرّب الخطأ إلى اللغة العربية؟
ملخّص: فتحوحات العرب واختلاطهم بأجناس أخرى، أفسد عليهم لغتهم، وأضعفها، وجعل الخطأ يتسرب إليها.
النشأة
نشأت اللغة العربية في أحضان جزيرة العرب. سليمة من الأخطاء التي تشوب لغات أخرى، وأسهم انغلاق العرب على أنفسهم، والأسواق الأدبية التي كانوا يقيمونها طوال العام (عكاظ، مجنّة، ذو المجاز) في تثبيت دعائم اللغة، وإحكام فنونها، إلى أن بدأ الإسلام في الانتشار عبر مختلف البلاد، بالفتوحات الإسلامية.
الخلفاء الراشدون
وفي عهد الخلفاء الراشدين، تتابعت الفتوحات الإسلامية، حتى وصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب إلى نهري السند وجيحون شرقا، وغربا إلى الشام ومصر، فنزل العرب ومعهم أسرهم إلى البلاد التي فتحوها. كما تقاطر أهل الإسلام الجدد إلى الجزيرة العربية، وهكذا ازداد النزوح من الجانبين.
واستمرت الفتوحات في عهد بني أمية، حتى وصلت إلى الهند والصين شرقا، وشمالا إلى سيبيريا، وغربا إلى ما وراء جبال البرانس بالأندلس، وجنوبا إلى السودان. وامتدت أيضا إلى جزائر البحر المتوسط.
وكانت المحصّلة أن العرب اختلطوا بغيرهم في البيوت والأسواق والمناسك والمساجد، وتصاهروا، حتى تكوَّن منهم في النهاية شعب واحد، اقتضى أن يستمع بعضهم إلى بعض، ويتفاهموا في كل ما يتّصل بحياتهم اليومية، بينما لغة التخاطب الوحيدة بينهم هي العربية، فكان لزاما على غير العربي أن يتعلّم العربية، ولزاما على العربي أن يترفق بغير العربي، ويتمهل عليه، لإتمام التواصل والتعاون وتحقيق التعايش.
ضريبة الامتزاج
وبطول الامتزاج بين الطرفين، والتأثير والتأثر، تسرّب الضعف إلى سليقة العربيّ، وانتشر اللحن –الخطأ- ووهنت الملاحظة القوية لاختلاف المعاني وفقًا لاختلاف شكل آخر الكلمة، وهي الميزة التي كانت متوافرة لديهم، وهم بعيدون عن مخالطة سواهم، من ذوي اللغات الأخرى، وكان هذا أول اختلال طرأ على اللغة، وظل يزيد باطّراد حتى يومنا هذا.
للتأكد من استيعابك للمعلومات، جرّب الاختبار التالي
[WpProQuiz 6]