إنه أبي
في العام الماضي كتبت في اليوم العالمي للغة العربية موضوعًا بعنوان لماذا أحب العربية، شارحة سبب حبي للغة العربية، لكن هذا العام كان طلب حسام مختلفًا بعض الشيء، فقد طلب مني أن أكتب موضوعًا عن علاقتي بمعلم اللغة العربية وكيف كان تأثيره على حبي لها.
الحقيقة أني حبي للغتي الجميلة يبدأ من أبي رحمة الله عليه، فهو معلمي الأول. كان والدي رحمه الله أزهريًا درعميًا، وكان معلمًا للغة العربية ثم موجهًا ثم مديرًا لإحدى المدارس.
في صغري طالما سمعت أبي يتحدث بالفصحى حتى في المنزل، بل كان كثيرًا ما يحادثنا بجمل كاملة باللغة الفصحى، أو عندما يزورنا الأصدقاء، أو وهو يتكلم في الهاتف قائلًا مرحبًا أو حيّاك الله وبيّاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك.
وفي المدرسة، كنت أثق في مهارة أبي وخبرته اللغوية خلاف الأطفال الذين يقدسون معلومات المعلمة أكثر من الأم والأب، وطالما واجهت معلماتي قائلة لكن أبي يقول لي غير ذلك.
في بداية الابتدائية، أذكر معلمتي صف مصريتين ودودتين جدًا هما ثريا وصفاء، أما في النصف الثاني من الابتدائية، كانت معلمتي سورية الجنسية تحمل اسم سناء. كانت أبلة سناء كما تعودنا على مناداتها جميلة جدًا شكلًا وخلقًا وكانت حازمة للغاية مع ذلك، ولأنني كنت متفوقة، فقد حظيت بتفضيلها على الدوام. أذكرها وأدعو لها كثيرًا الآن أن يحفظها الله ووطنها من كل سوء.
يبدو أن معلمات الابتدائية أثرن في نفسي أكثر من معلمات المرحلتين المتوسطة –كما يسمونها في المملكة العربية السعودية أو الإعدادية كما يسمونها في مصر- والثانوية، فمن عجب أن أذكر أسماءهن أكثر مع أنني أعاني من ذاكرة أصبحت ضعيفة مؤخرًا.
لكن يظل أبي هو أكثر من وضع بصمته في حبي للغة وعشقي للقراءة، فقد كان عاشقًا للغة القرآن محبًا للقراءة راغبًا في أن يكون أبناؤه كذلك هادفًا لذلك في تربيته لنا.
رحم الله أبي وجزاه خيرًا وجزى الله معلماتي من أذكرهن ومن لا أذكرهن ورزقهن الصحة والعافية أينما كانوا وحلوا.
اقرأ أيضًا: